المتنبــــي

أبيات أعجبني سِحرُ اختصاراتِها فَأَحبَبْتُ نَشْرَهَا وَتَدوينَهَا في مُدَونَتِي..



اجتمع جمع من الشعراء عند سيف الدولة الحمداني
وقال احدهم للمتنبي تدعي أن تتنبأ الشعر ألا تمدح سيف الدولة بصيغة الأمر

فانشد مرتجلا :
عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل
غِظِ اِرمِ صِبِ اِحمِ اِغزُ اِسبِ رُع زَع دِلِ اِثنِ نُل
وَهَذا دُعاءٌ لَو سَكَتُّ كُفِيتَهُ
لِأَنّي سَأَلتُ اللَهَ فيكَ وَقَد فَعَل


أما شرح الأبيات :
عش: من العيش ، وأبق: من البقاء ، واسم: من السموّ ، وسُد: من السيادة، وقُد: من قَوْد الخيل، وجد: من الجود، ومر: من الأمر، وأنه: من النهى، ورِ: من الورى، وهو داء في الجوف، يقال: وَرَاه اللّه، وفِ: من الوفاء، وأسر: من سرى يسرى، ونَل: من النيل، وهو العطاء، وغظ: من الغيظ، وأرم: من الرمي، وصب: من صاب السهم الهدف يصيبه صيبا، وأحم: من الحماية، واغز: من الغزو، وأسب: من السَّبي، ورع: من الروع، وهو الإفزاع، وزع: من وزعته، إذا كففته، ودِ: من الدية، ولِ: من الولاية، وأثن: من ثنيته، ونل: من نلته أنوله، إذا أعطيته. وروى ابن جني: (بل) من الوابل، وهو أشدّ المطر. يقال: وبلت السماء فهي وابلة، والأرض موبولة ومأبولة.


المعنــــى :
يقول : عش في نعمة سالمة، حتى تفني أعداءك، وأبق في عزّ مؤبد، حتى تحيىَ أولياءك، وأسم : أي أعل على كلّ الملوك بالقهر والغلبة، وسُد أهل زمانك بالكرم والفضل والشجاعة، وقُد الجيش إلى أعدائك، وجُد بعطائك على أوليائك، ومُر مسموعاً أمرك، وأنه غير مخالف نهيك، ورِ أعداءك بظهورك عليهم، أي أصِب رئاتِهم بإيجاعك لهم، وفِ لأوليائك بإحسانك إليهم، وبنعمك عليهم، وأسرِ إلى أعدائك بجيوشك لتستأصلهم، ونل ما تبغيه بسعدك، وإقدامك وتأييدك، لأنك مؤيَّد بالنصر، وغِظ بظهورك من يحسدك، وأرم ببأسك من يخالفك، وصب من تعتمده برميك، وأحم ذمارك، بهيبتك وببأسك، وأسب بجيوشك حريم أعدائك، ورُع بمخافتك أمنهم، وزع: أي كفّ بوقائعك مسلطهم، ودِ: أحمل الديات متفضّلاً على تبعك وحشمك، ولِ الأمصار مشكوراً في ولايتك، وأثن الأعداء عنها بحمايتك، ونُل عُفاتَك بجودك، وأمطر عليهم سحائب فضلك، وعلى الرواية الأخرى نوّلهم ما يطلبون من عطائك الجزيل .

وللأمانه منقول



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق